قَلْبٌ عَاشِقٌ رَغْمَ الْفِرَاق
شعر : محمد حامد رضوان
سُهِّدْتُ بِالْوَصْلِ عُذِّبْتُ بِالْهَجْرِ
. مَا أَتْعَسَ مَنْ يَعِشْ حَيَاةَ الْعُشَّاقِ
أُحِبُّهَـا و لاَ أَبْغِي غَيْرَها أَبَدًا
. بِدُونِهَا مَوْتٌ بجَحِيمِ الْإِحْرَاقِ
عَجِبْتُ لأَمْرِ الْحُبِّ فَلا َ فَلَحْتُ بِهِ
. و مَا نَجَوْتُ أبَداً مِنَ الإِخْفَاقِ
وَدَّعَتْنِي بِالأَمْسِ وَدَاعـًا بـَارِدًا
. فَهَلْ يَوْمـًا وَدَّعَتْنِي بِالْأَعْنَاقِ ؟
كُلُّ مَافِي نَفْسِي هُوَ"هَلْ أُحَدِّثُهَا؟"
. فَهَلْ تُدَارِي عَيْنِي نَظْرَةَ اشْتِيَاقِ؟
لا أَسْتَطِيعُ بُعْدَهَـا أَوْ نِسْيَانُهَـا
. فَبُعْدِي عَنْهَا عَذَابٌ غَيْرَ مُطَـاقِ
لا تَلُومُونِي و لُومُوا كُلَّ عَـاشِقٍ
. فَهَلْ أَحْكُمُ عَلَى قَلْبِي بِالْإِغْلاقِ؟
كَتَبْتُ شِعْرِي و وَصَفْتُهَـا بِأَرَقِّهِ
. فَهَلْ قَرَأَتْهُ ؟ أَمْ بَعْثَرَتْ أَوْرَاقِي ؟
مُحَالٌ لِشَمْسِكِ أَنْ تَغِيبَ عَنْ قَلْبي
. فَشَمْسُكِ بِقَلْبِي ونُورُكِ بِهِ بَاقي
سَأَظَلُّ مَا حَييتُ لاَ أَنْسَى هَوَاكِ
. و لَنْ تَتْرُكْهُ الرُّوحُ إلاَّ بِإِزْهَـاقِ
الْقَلْبُ عَـاشَ عُمْرَهُ بِالْعَذَابِ دَوْمًا
. وابْتَاعَهُ النَّـاسُ قَسْرًا بِالْأَسْوَاقِ
لَيْسَ لِي حَقٌ عَلَيْهَـا أُطَالِبُ بِهِ
. أَوْ أَخَذْتُ لِلْحُبِ قُرْبًا بِمِيثَـاقِ
الْعَيْبُ كُلَّ الْعَيْبِ أَنِّي تَرَكْتُ قَلْبِي
. فِي ِعِشْقِهَا..مَاضِيًا فِيهِ بِانْطِلاقِ
ظَلَّ فِيهِ يَعْدُو و يَعْدُو حَتَّى سَقَط
. مَغْشِيًّا عَلَيْهِ بِمِضْمَـارِ السِّبَـاقِ
هَلْ الْحُبُّ نَظْرَةٌ فَابْتِسَامٍ
. فَسلاَمٍ فَلِقَـاءٍ أَمْ نَظْرَةٌ فَفُـرَاقِ؟
سَأُحِبُّكِ أَبَدًا حَتَّى نَلْتَقِي يَوْمًا
. بَعْدَ أَنْ تَلْْتَفَ السَّاقُ بِالسَّاقِ
تَعْتَبِي عَلَى حُبِّي ..فَرِفْقـًا بقَلْبِي
. ولا تَرْمُقِينَني بِنَظْـرَةِ إِشْفَـاقِ
فِأَصْلُ الْحُبِّ لِقَـاءَ قَلْبَيْنِ اتَّفَقَا
. و حُبُّي لَكِ فُرَاقٌ بِغَيْرِ تَلاَقِي
فَكُلُّ الْعَاشِقِينَ عَلَى الْحُبِّ اجْتَمَعُوا
. مَا جَمَعَنَا حُبُّ عَلَى أَيِّ اتِّفَـاقِ
هل تَذْكُرِينِي إِنْ لَمْ أَحْيِا بِقُرْبِكِ
. تَذْكُرِي قَلْبًا عَاشِقًا بَعْدَ الْفُرَاقِ
هَا هُمَـا حُبِّي و قَلْبِي مِسْكِينَانِ
. ضَـاعَا فَاسْتَحَقَّا عَذَابَ الإِحْرَاقِ
فَمَـازِلْتِ بِقَلْبِي عَزِيزَةً عَلَيْهِ
. مَادَامَ قَلْبي حَيـًّا وَ عُمْرِي بَـاقِي
قَدْ أَدْمَعَتْ عَيْنِي عَلَى مَنْ كَانَتْ
. لِي بَلْسَمـًا وتَحَرَّقْتُ بِالْأَحْـدَاقِ
أَسْرَفْتُ فِي عِشْقِي لَهَا كَكُلِّ مُسْرِفٍ
. ولَمْ أَبْخَلْ بِهِ عَلَيْهَا مِنْ إِمْلاقِ
أُسِرْتُ بِحُبِّهَا وَ أُرْهِقْتُ بِهَجْرِهَا
. وأُغْرِقْتُ بِبَحْرِهَا إِلىَ الأَعْمَاقِ
أَطْلِقِي سَرَاحِي الآنَ واعْتَقِي عَبْداً
. قَدْ حَانَ وَقْتُ التَّحْرِيرِ بِالِْإعْتَاقِ
لَنْ أَتْرُكَ حُبِّي لَكِ يَقْتُلُنِي أَبَدًا
. فلَمْ أَمُتْ وَ لَمْ يَحِنْ وَقْتُ الْإِغْرَاقِ
و سَيحْيَا قَلْبي رَغْمَ الْفُرَاقِ عَاشِقًا
. مَهْمَا يطَولُ طَرِيقِي حَتَّى الْآفَاقِ
لاَ لَنْ تَغِيبَ شَمْسُ حُبِّي عَنْ سَمَائِي
. و َيَبْقَىَ عِشْقِي دَائِمـًا للإِشْرَاقِ