قَلْبِي مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِ
شعر: محمد حامد رضوان
آهٍ مِنْ قَلْبٍ مَغْـلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِ
تَقَـلَّبَ فِي الْحُبِ وتَذَوَّقَ مِنْ مُرِّهِ
عَذَابُ ذَلِكَ الْقَلْبُ الَّذِي لاَ يَعْرِفُ
سِوَى حبًا مَشْهُورًا بِخَيْبَةِ أَمْرِهِ
فأَنْزَلَ عَلَيَّ سَيْلَ سِهَـامِ حُبِّهَا
يَا هَوْلَ مَا نَزَلَ و يَا لِسَيْلِ مَطَرِهِ
فقَلْبِي مِنَ الْغَرَامِ مَذْبُوحٌ بِهِ
و لا بخَيْرٍ بَعْدَ ضَيَاعِ وَقَــارِهِ
بَعْدَ مَا أَلْهَبْتِ مَشَاعِرَهُ بِزَيفٍ
تَدَّعِي كَرَمًا و لاَ تُبَـالِي لِعُـذْرِهِ
يَالَهْفِي عَلَيْهِ فَلَمْ يَسْلَمَ لُبَّهُ
مِنْ طَعْنَةٍ ْمَسْمُـومَةٍ بِنَصْـلِ غَدْرِهِ
يَا ابْنَةَ الْحَظِ لاَ تَتْرُكِينِي الْيَوْمَ
فَلا حَظٌّ لَدَيَّ ... فَحَظِّي بِعُثْرِهِ
قَلْبِي لَمْ يَبْكِ بِذُلٍّ طِيلَةَ عُمْرِي
فَقَدْ نُلْتُ مِن ذُلٍّ و نِلْتِ مِن كِبْرِهِ
ضَاقَ حَـلْقِي و مُرُّ لِسَـانِيَ عَلْقَمٌ
دَعِيهِ مُتَلَعْثِمَ الكَـلامِ .. يَنْثِرُ بِشِعْرِهِ
اتْرُكِيهِ لنَـارِ عَذَابِ الشَّوْقِِ التي
تُشْوَى بِهَا شِغَـافَ قَلْبِهِ عَلَى جَمْرِهِ
اتْرُكِيهِ يَهْوِي بِهَذَا الْجُبِّ السَّحِيقِ
يُلاقِي مَا يُلاقِيى مِنْ أَحْلَكِ قَدَرِهِ
يَا لِقَلْبِي عَلَى شَـوْقٍ آكِلاً صَدْرِي
مَنْ ذَا الَّذِي يُكَـابِدُ شَوْقِي بِصَدْرِهِ؟
حَقًا لَمْ تُقَدِّرْ حُبِّي وحَتَّى لَمْ تَعِ
أَنِّي لِحُبِّهَـا قَدْ قَدَّرْتُهُ حَقَّ قَدْرِهِ
كُسِرَتْ أَجْنِحَتِي لاَأَقْوَى عَلَى الطَّيْرِ
يَا مَنْ تَكَبَّدْتُ أبداً عَنَـاءَ طَيْرِهِ
تَمُرُّ بِجَانِبِي و لا تَدْرِي مَنْ أَنَا
أَنَا مَنْ هَوَاكِ بِأَسْمَاعِهِ و أَبْصَارِهِ
قَلْبِي قَدْ شُلَّتْ قَدَمَاهُ و لا يَدَاهُ
تُحَرِّكُ سَاكِنًـا و بُحٌّ بِحَنَـاجِرِهِ
لِلنَّاسِ لا أَرْضَى ضُرًّا أَوْ عَذَابًا
فلِمَـا يَرْضُونَ لِقَلْبِي أَقْسَى ضَرَرِهِ
فهَا هُمْ يَلْعَنُونَ قـَلْبِي لِعَذَابِهِ
مِنَ ذل عِشْـقٍ قَدْ أَطَـاحَهُ بِشَرِّهِ
إِيهٍ عَلَى قَلْبِي ذلك الْمُدْمَى بِخِنْجَرٍ
الْمُعَذَّبُ مِنْ تِلْكَ الآهَـاتِ لِطُهْرِهِ
وَدَاعـًا لِزَيْفٍ قَدْ أَتَـانِي مُزَيَّنـًا
عَلَى كِبَرِي فَتَعِسًـا لَهُ مِنْ صُغْرِهِ
سأَنْزِفُ دَمًا عَلَى قَلْبِي الْمُعَذَّبِ بِهَا
و أَزْرِفُ دَمْعـًا هَانَ عَلَيَّ بِعُسْرِهِ
خُلِقْنَا لكيْ نَذُوقَ مِنَ الْهَوَىَ نَصَبًا
و الشَّوْقُ لا نَقْوَى أَبَداً عَلَى حَرِّهِ