الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

ليلى


ليلى 

ديوان شعري على النمط الحديث


(1)

و أدرت المفتاح

أغلقت الباب على ماض راح

أطعن بابي بمفتاح ...

أتراه سكينا

ينكئ الجراح

دماء سوداء و دموع صفراء

رجال و نساء كالأشباح

و الموت يجلجل صوته

صراخ و صياح

قلبي أتعبه سير دروب

لا تأتيها شمس صباح

ليلها دامس السواد

و خمرها صديد الأقداح

ليلى ...

قد أهلكتي عقلي

قتلتيه بغير سلاح

وقبرتيه في بَحْرٍ لُجِّي

لا نام فيه ولا استراح

ليلى ... أنا قيسك لست غبيا

ليلى ... أنا عبدك لست شقيا

ليلى ... رحمك قد بات بغيا

و حملتي سفاح

ووضعتي القهر بعيني رمادا

تزروه الرياح

ماعادت ليلى

رحلت ليلى

ذبحت حبي على مذبحها

أنا في غيم العقل أناديها ..

أناجيها...

وهي في تيه الأفراح

تشرب خمري دماءً

وجسدي انعدم

بلا دم

و عقلي منزوع الفهم

و سمائي تموج غيوم

معصوب العينين ... مهموم

مكسور الجناح

و بقيت بلا ليلى

أبكيها

أهرب من ماضيها

أوصد أبواب العشق بمفتاح

و أهدم بيت حبي الهواء

و أتركها في العراء

تصارع الرياح

تملئ الدنيا صهيلا

و ضجيجا و جماح

وداعا ليلى

وداعا

(2)

أبحرت سنينا أبحث عن ليلى

في بحر بلا ماء

و سراب في عقلي يخبرني عنها

هي هنا ....

بل هنا ...

أظنها هناك ...

تبخرت في الهواء

ليلى تاهت في الصحراء

ومازال قلبي يحدثها

يجالسها

يسامرها كل مساء

مازالت عيني تبصرها

و في الليل تناديني و أسمعها

و ألبي نداء

كانت بالعين تناجيني

و في الصوت آهات تشجيني

و الآن .....

شوقي لها نار تكويني

جرَّعني سما و مرًّا يسقيني

أصبحت يا ليلى

لا أسمع إلا صوتك

كم طرت يا ليلى بأجنحتك

و ساعات الحب هي وقتك

و أصبحت أنا يا ليلى

تمثالا نحاسيا صقلوه

وذهبا مصهورا عليه سكبوه

و على رخام صلبوه

و من خلف زجاج حانوت التحف

أبصرتك ليلى

شاهدتك تأتي

و لتمثالي قد أشتريتي

أمست ليلى تراني ولا أراها

أصبحت أسيرا من أسراها

العقل تشتت

و القلب تفتت

و ذهبت ليلى

و تركت ذكراها

(3)

ليلى...

هل هنتي و هان كبرياؤك

قد كان الحياء رداءك

و الخجل نور بهاءك

هل أنتي ليلى ؟؟...

إن لم تكن ليلى فمن تكون؟

تأبطت رجلا بها مفتون

و تفتحت زهرة العيون

و تعالت ضحكات المجون

فأيقظتني من سباتي مذهولا

برءت منك بعدما كنت معلولا

من منا عن ضياعك مسئولا

من كان قاتلا وأصبح مقتولا

ليلى...

نصف العالم لا يعرف ليلى

و النصف الآخر يحب ليلى

و أنا بين النصفين عاشق ليلى

و لساني لا ينطق الا .. بليلى

تجرحني ... و تداويني

تجرَّعني سما

و بالترياق تسقيني

أصبحت يا ليلى مرضي

فمن غيرك يشفيني ؟

تزرعني

تقلعني

تحرقني

تبردني

للوحشة و الغربة تنسيني

بوداعك يا ليلى موتي

و بقربك يا ليلى تحييني

ما عدت يا ليلى تسمعيني

استحلفتك بالله أن ترحميني

من لعنة ليلى .....

و اتركيني

(4)

ليلى

قلبي في حبك مسكين

بالوحل غرستيه و بالطين

مات ذليلا

منكس الجبين

تائه في غيابت السنين

مقبور قلبي ...

و مقهور و سجين

ليلى يا صوت جراحي

يا ألمي الحزين

ما عدت أملك لك شيئا

إلا الحنين

ما خرجت من حبك إلا

بصفر اليدين

قلت سأنساها

وتموت ذكراها

بعد حين

لكن حبك في قلبي

صخر

لا يذوب

ولا يلين

فكفرت بحبك يا ليلى

بعد ما كنتي اليقين

زنديق من يعبد ليلى

مسلوب الدين

(5)

أنا حقا لا أحيا...

مادامت ليلى لا تهواني

و كلمات العشق لها بليت

ضاعت في ثواني

و الحق ...

ليلى كانت تسمعني

تفهمني

و تراني

وليلى ما اعتبرتني

الرجل الأول

بل بعد الثاني

و سخرت منى ليلى

عايرتني بأقراني

وتعود لي اليوم لتبكي

و تقسم لي أنها

لم تنساني

ياليلى كفي دموعك

الدمع سلوك أنساني

برَّرتي الآن رجوعك

و رسوتي في شطآني

سأطفئ بأنفاسي شموعك

و اذهبي ياليلى ..

و دعيني لشأني

و انسيني  و انسي حبي

و ارحلي ..

و انسي عنواني

سأهدم مأواي

و سألقي قلبي في نهر الأحزان

فما سعد بحبك يوما

و لا على الحياة

قد أبقاني

(6)

لازلت أحبك يا ليلى

لازلت أهذي بحبك في نومي

ما انقطع الدمع من عيني

أبكي في الليل

و أهيم على وجهي في يومي

البحر تحوّر في عينيك يا ليلى

و غرقت في عينيك

رغم أني خبير في العوم

لازلت أحبك

و الحب توحّش في قلبي

يفترس الآهة من صدري

يجمعني و يشتتّني

و بسيف الحسرة يقطعني

و دمائي صارت نهرا من أحزاني

أشواقي صارت حمما من بركاني

تحرقني ... تكوي ضلوعي ... تمزقني

و الصرخة ماتت في حلقي

و لازلت أحبك ... رغم اليأس

رغم غيابك ... رغم البؤس

مازلت أحسك .. ياليلى ..

بنبضي ... بقلبي ... في نفسي

مازلت أسمع صوتك

يهمس في أذني

مازال بأنفي عبير أنفاسك

مازلت أتحسس دفئ جلوسك

و ألعن عقلي في اليوم ألف مرة

كيف التجأت إليه ؟؟

ليعصمني من حبك !!

فأغرقني...

أماتني...

و ما عادت ليلى

و ضاعت ليلى

(7)

ليلى .....

مازلت أصارع حبك في قلبي

مازلت أشرب من كأس حبي

أتجرعه حينا ...

أتقيأه حسرة ...

فما ذنبي..؟؟

نوم الليل يجافيني

فلا تنعس هدبي

أصبحت أحيا على ذكرى..

رحماك ربي..

ليلى....

في سكون الليل أسمع همسك

أشتقت إليك

إلى رؤياك

إشتقت لمسك

عودي فقد أحرق يومي أمسك

سأعتذر إليك ياليلى

و أقبل رأسك

ليلى ...

لا أذكر أني أحمل بقلبي ضغينا

بل آهاتي قد سكنت به سنينا

صارت بعد ذبحك قلبي أنينا

و الآن تخرج بغيابك حنينا

ليلى ...

عيني لا ترى إلا أنتي ... ليلى

و عذابي و جراح قلبي .. ليلى

طوق نجاتي في بحري ... ليلى

قد ألقت لعناتك بحياتي ... ليلى

ليلى ...

ما عاد لعيني بعد رؤياك إلا الدموع

و انفطر القلب حزنا من خلف الضلوع

فانكفأت على وجهي أبكي في خشوع

لا تستعبدي قلبا أقر لك بالخضوع

ما عاد لي أبدا رجاء في الرجوع

وداعا بلا لقيا...

وداعا ليلى

(8)

ليلى

يا ذروة في العشق

يا ضلالا عن الحق

يا ظلمة في النفق

شاطرتك شقا بشق

ليلى

يا طيبا قد أستنفذ العبق

يا زرعا يابسا قد حُرق

يا مالي الذي  قد سُرق

يا زورقي الذي غَرق

وقفنا و الكل قد افترق

لنحتار كي نختار الطرق

ليلى

هل أخترتيني فيه صديقا

أم أشتقتيني لأكون عشيقا

ما عدت أنفع لك رفيقا

دربك يزداد بي ضيقا

وفي آخره أرى حريقا

ليلى

جميع الناس فيه قبلنا سبقوا

وصلوا إلى النهاية واحترقوا

واجتازوا مياه النهر وغرقوا

أضاعهم عشق له قد أعتنقوا

(9)

ليلى

مرت أعوام علينا

كلمح البصر...

بعدك ليلى

لا عام يمرُّ عليَّ

كخريف يحتضر...

صوتك مازال في أذني

يناديني

في الليل و في السحر...

أكاد أجن من انتظاري

و اشتياقي للسفر...

تركتني ليلى

كما يترك الليلَ القمر...

مرت علينا من الدهر حوادثٌ

فلم نعتبر...

كنا نظن أننا دائما واحد

أبدا لا ينشطر...

فانقسمنا

و ضاع نصفي الغالي

و اندثر...

لا أصدق أن سيفك

لقلبينا قد بتر...

سأبحث عنك يا ليلى

في الرمال و فوق الشجر...

في دروب السالكين

بقلوب من حجر...

في ركام القش و في الطرقات

تحت زخات المطر...

لن تضيعي ليلى

لأنك في قلبي الذي انفطر...

من سهاد اليل

ومن ضلوع تستعر...

لن تضيعي ليلى

سألقاك يوما إن شاء القدر...

(10)

ودعتني ليلى

قالت و الدمع يلهب وجنتي

سأرحل ...

فلما الشكوى ؟

لا أبغي في دواخل قلبي

حبيبا يهوى

ودعتني و كم ودعتها

رحلت و صارت ذكرى

قلبي لا يميل أو يصبو لغيرها

يهواها و لي يعصى

قد صار لها في الحب عبدا

و أسيرا من الأسرى

في سبيل عينيها قاتلت الليالي

فصرت أنا من القتلى

قتلتني

و سفحت بعينيها دمائي

بلا سيف

عيونها أمضى

عودي و بحبك استريني

بعدك قلبي قد تعرّى

عودي يا ليلى

(11)

ليلى ...

مازلت أقطف لك

زهورا  برية

أنسقها

أغلفها

أربطها برباطات ورديه

مازلت باحثا عنك

و عن مزهريه

زهوري ذبلت

أمست بلا عطور ذكيه

الزهرة لا تبحث أبدا

عن ماض أو حياة أبدية

هل للزهور قيمة ؟

إن لم تكن لك هدية

أشتقت إلى

بسمة من شفتيك

لمسة من يديك

لصورتي

وقد تحورت بعينيك

لشمس أطلت بنورها

على وجنتيك

وجناح يعانقني

بين زراعيك

اشتقت

لسماع أغنية

لا تنطقها الا شفتيك

لسطور تخطيها بيديك

(12)

ليلى...

كم انتظرتك

على قارعة طريق

فأراك كمغشي عليه

أبدا لا يفيق

فتتحشرج أنفاسي

و صدري يتسع و يضيق

نشب في أحشائي

و في سويداء قلبي

حريق

أعلم أن كلامي

كما قلتي

لا يليق

حلمي أصبح بعد اليوم كابوسا

صعب التحقيق

أرجعي

و أقبليني  كما قلتي أخا

أو صديق

(13)

ليلى

كل الظروف قد تحالفت ضدي

كل المشانق علقت

من أجل موتي

حتى ليالي العشق كانت

كالبكا تخشاه عيني

فيجرح صوتي

اقبلت ليلى

و السماحة في وجهها

و القلب يهفو لرؤياها

كانت غريبة عيناها

غير التي كنت أراها

و كأن غيمة تغطي

على شمس صباها

ليلى كانت على راسي

تاج كسرى

أو اكليل قيصر

ليلى صارت مثل افعى

او حرباء تلونت أخضر

ثم دنت مني

وضعت سما بحلقي

من سواها يستطيع قتلي

من يقدر ؟

و تركتني بأرض بعيدة

تشوي ضلوعي فيها

نيران شديده

طافت بزورقي

دون أن تبحر

ستة أعوام تهت فيها

سنين بلا أيام .. بلا أشهر

من يسليني بعد فراق ليلى ؟

من يقويني ؟

و هل أصبر ؟

وقرعت باب الحب مرة أخرى

قالوا من الطارق ؟

قلت هل لديكم ليلى ؟

ام لديكم أنثى ...

تشبه ليلى ؟

قالوا و من ليلى ؟

إن الليالي كثير

خذ أيما تشاء

تكن لك ليلى

قلت مالها مثيل ليلتي

عيناها طاقتان على جنتي

و في يديها سكني وراحتي

قالوا ... نعم مثل تلك التي

قلت ... لا

ليس لليلى مثيلا

ينال محبتي

انا ما اشتريتها بمالي

بل بعمري و بكل حالي

ووضعت في معصمها سوارا

مصنوعا من حبي الغالي

واسكنتها قلبي

فاذهبت عقلي

رغم أنها بي ... لا تبالي

ليلى ما ارادتني

ليلى ما احبتني

ليلى قد تركتني

ليلى قد اماتتني

(14)

ليلى ...

مازلت أشرب كأس مرارة شوقي

أذوق حره في الحواني وفي حلقي

وقلبي يذوب من ذكراك و العشق

وعقلي تشتت من الغرب إلى الشرق

فيذكرك بالزور كذبا بمنتهى الصدق

ويهذى بليلى في الفيافي وفي الطرق

يا ليلى أعذري مازلت حيا بحمقي

فما تلفظته فيك كأني قلته في حقي

فمن سواك ينشلني وينقذني من الغرق

هجرك ليلى قد أبقى روحي بلا رمق

فسارت إلى الحلقوم للمنتهى والزهق

فصرت بحبك مقتولا ومدقوق العنق؟

(15)


ليلى

عاصفة هبت على قلبي فأطاحتني

أضرمت نيرانا بصدري فأحرقتني

قوَّضت لي ديار حبي و شردتني

كسَّرت في البحر قاربي فأغرقتني

قد كنت أميراً لحبيبتي فاستعبدتني

نكَّست رايات عشقي وأسقطتني

حرا ولدت و في حبها أسرتني

مرا شربت بكأسها سما جرعتني

رغم أني عشقتها  .. لكنها قتلتني

عذبتني بصدها وبصمت ما كلمتني

شدت وثاق قلبي بيدي خلف متني 

واستلت سيفا ماضيا بعنقي فذبحتني

بعدما رأيت أهوالا في حبها عذبتني

قد كنت في قربها بداخلها و تركتني

ماعدت أدري أَحَيٌّ أنا ؟ أم أماتتني ؟


(16)

ليلى

اليوم جاءني منك خطابا

أخبرتيني فيه

" لم نعد احبابا"

ما عملت لهذا اليوم حسابا

هذا قرارك أنت

يسري عليك أنت

لا أرى فيه صوابا

لتذهبي بعيدا عني

أنا ما أردت أغترابا

لا ترجعي

لا أريد منك إيابا

قالوا سحابة صيف ستمر

بل قولوا غيوما لا سحابا

أنقذتني من حر حب

كنت أظنه عشقا

او قل سرابا

غشني فمشيت فيه غلابا

هذا خطابك

في النار أقذفه

ليس لي ردا

لا تستحقي عتابا

(17)

ليلى

و تلاقينا لقاء النهايه ...

و هل كانت لنا بدايه ؟

كنت تبحثين في الحقيبه

عن شيء يدوم للذكرى

أتنفع بعدك كل الهدايا ؟

ليلى ...

نظرت اليك بلا اي بصر

الآن تتركيني و شاء القدر

العين تدمع دمعا كالمطر

و آلتي سكنت وانقطع الوتر

و حبي يموت الآن و يحتضر

ذهبت و انقطع عنها كل خبر

ليلى...

حبيبتي ...

يامن كتبت لها قصيدتي

أشتقت لك في وحدتي

سيف القدر يضرب هامتي

و سيفي مكسور

و نفذت جعبتي

و سقطت جريحا

وجثوت على ركبتي

أبكي دما

بعد ما أخذتي دمعتي

و أنوح وحيدا

يا حسرتي .. يا شقوتي

أي ألم ألم بألمي في محنتي

أنا لا أقول أرجعي

بل لملمي تشتتتي

أو أتركيني أموت

شهيد محبتي

(18)

الباب موصودٌ

ولا مفتاح في يدي

الساعة ترتعد

وأجلس بمفردي

الريح تضرب شرفتي

فأطفأت نار موقدي

البرد ينخر عظمي

فأتجمد في مقعدي

ليلى

يامن تركتيني

كي تسعدي

عودي إلي

من الجحيم

لا تترددي

عودي إلى جناحي

لا تشردي

عودي و لبي ندائي

لا تتمردي

فقدت فيك أمسي

و يومي و غدي

عودي ..فإن عودك

مبعثي و مولدي

عودي كسابق عهدنا

لصدري تتوسدي

عودي فإني انتظرتك

دون سابق موعد

عودي فإن دونك موتي

فلا تعندي

إني أراك تقلتليني

في هذا الليل الأسود

أتسددي الطعنة في قلبي؟

هيا سددي

ها أنا مضرجا في دمائي

و أنت شاهدي

روحي ... يادخان رمادي

أراك تصعدي

ليلى....

استحلفتك لا تتركيني

وتذهبي...

(19)

بكيتها ...

كم من مرة أبكيها ..

لا أدري

كيف تاهت دارها ..؟

و أختفت أراضيها ..؟

كيف انمحت من رأسي ..

كل كلمة قلتيها ...؟

ذبحتني و أراقت دمائي

و النصل مخفيًّا

في أياديها

الحب قد أعماني

و ما أبصرت إلا من مآقيها

الروح لا تكفيكِ

فكيف أشريكِ

و أنت لا تشتريها ...؟؟

و دمائي ما لها ثمنٌ

فمرحاً لك لو أرقتيها

أماتتني ...

و رغم هول ملاقاة حتفي

أنا الذي أبكيها

(20)

ليلى

لا تعتبي ...

فلستُ ملاكاً

ولا أتيتُ من خارجِ الكوكبِ

لا تذهبي ...

فهيا أسمعيني

أنا لا أدافع أبدا عن مذهبي

لا تحسبي...

أنِّي و الأيام جعلناك تتعذبي

قد كُنتِ فراشةً

كيف أصبحتِ الآنَ كالعقربِ؟

بالسم تتشربي...

أم في نَصْلِكِ

من خلف ظهرك يختبي؟

تتبخترين كالغزال

وتتلونين كالحرباء بدهاءِ الثعلبِ

لا تغضبي ...

قد كنت أغفو حينما كنتي تكذبي

و أقول في نفسي

قد تهتدي

فلا تتعذبي

لا تتعجبي ...

إنِّي حفظتك كآيةٍ في كتابٍ مقدسٍ

يالني من غبي

كم كنت تتقلبي

الشمسُ تُشرِقُ في وجهكِ صباحاً

و قبلَ الليلِ كنتي تغربي

أنا ما خسرتك

و تركت قلبيَ لك كالسلعةِ تكسبي

وحينما رأيتك بي تلعبي

تركتك تذهبي

بلا أي مُعَقِّبِ

(21)

ليلى

و رحلتي ...

و عرفت ما معنى الرحيل

فأصبحت تائها بلا دليل

عاشق بعد الكبرياء ... ذليل

و الليل يرخي ستائره عليّ

أخدود حالك الظلام طويل

كيف الوصول اليك ... بلا سبيل ؟

حبيبتي ... مليكتي ...

يامن سكنتي .... قصيدتي

سواك لا يملأ ابدا وحدتي

توحشت عليّ كل الليالي

وانتي أوطاني في غربتي

سواك لا يسمع مني شكوتي

رحيلك قد زاد من شقوتي

مازالت أتلمس دفئك في ليلتي

دمائي قد تجمدت في عروقي

و شفاهي تبحث عن بسمتي

ليلى ....

يانبض قلبي الخافت العليل

الروح تتهاوى و الجسد هزيل

هل أعشق غيرك؟؟ 

 مستحيل!!

هل للروح في الجسد بديل ؟

لا أنساك ما دام قلبي نابضا

و القلب لسواك أبدا لا يميل
(22)

ونظرت إلى الخلف

رأيت أشباحا

قد نسجها الظن

تنادي من بعيد...

مازلت في غيك

ليلى ما هي لك

إنها أكذوبة عمرك

لا تكن مغفلا طول الوقت

فقط قف وانظر خلفك

و سترى من يتبعك

أو من يحمل خنجرا

ستعرف العاشق من الغادر

يا مسكين...

أدركك الشيب ولم تدرك الحقيقة

لا تبيع الوهم لقلبك

و اشتري مابقي من عمرك

....

ومضى من العمر كثيرا
....

(23)

ليلى ... 

كيف سابقتي الريح غربة؟

لماذا ارتحلتي ؟ ومتى كان الرحيل؟

ليلى 

يا عذاب السنين 

و يا مهد الذبول

ياجراحا خلفتها يدا 

تعبث في عرش الرجولة

كم تنفست منك هواء

كنسيم البحر العليل

صار بعدك زفرة تحرقني

تشعلُ فِي الجذورَ والأصولَ

ليلى تاه العقل مني

و من بعدك أصبح معقولا؟

خاض من أجلك حروبا

كم كان من أجلك دائما يصول 

ليلى أحتاج اليوم حضنك

فعانقي فارسا  جاءك مقتولا

(24)

وفي ليلة شتاء قارسة البرودة

أتت ليلى في ثوبها الممزق

وضعت يديها على وجهها

تخفت في بهيم الليل

كي لا أراها

كثعلب يهاب فريسة ويرغبها

لم تقل شيئا

لم تحرك ساكنا

لكن بركانا بقلبي قد ينفجر

فيشعل ماقد خلت مني

سيجهز عليَّ

كي لا أتحرك

كي لا أنطق ....

همست وقالت في أذني

تكلم ...

أريد سماعك

خبرني عما حدث أثناء غيابي

يبدو أنك لا تدري ما قد حل بي

خمسة أعوام مرت عليَّ قرونا

ليلى..

تكلمت كبلهاء

و تلونت كحرباء

ثم صرخت في وجهي

" عطشى ... هل لديك ماء"

وتجرعت قسطا من الماء

زادها اشتعالا

ثم قالت

ماؤك لم يطفئ ظمئي

تعالى كي تخمد نيراني

فالمدفأة لديك أبرد من الجليد

تَعَجَّبْتُ ...!!!

من أرى؟؟؟

أهذه ليلى..؟؟!!؟؟

أم من تلك ياترى؟؟؟

صارت شبحا

لا يملك وجها

كقطعة حجر تدلت من الذرا

دمرها السقوط

فانفجرت شظايا

و بقايا من ركام أسود

و تعجبت مرة أخرى!!!

في نفس اللحظة

تلاشت صورة بديعة بقلبي

وتبدلت بأقبح ما رأيت

تبدل الملاك

بشيطان...

الآن أدركت رحيلها  للأبد

ماتت مع قلبي

مقبورة في غياهب الزمن

رحلت كما يرحل العمر

بلا تبرير أو تفسير أو سبب

رحلت كقنينة ألقيتها في اليم

حركت ماءً راكدًا

ثم انغمست

صورتها بذهني قد طمست

وتنهدتُ

و زفرت زفرة الراحة

و أوصدت الباب بمصراعيه

وأغلقت الماضي بمفتاح

وألقيته في اليم بعيدا

للرحيل قصص لا تنتهي

ولكن ...

هكذا

انتهت قصتي...


محمد رضوان

هناك 3 تعليقات: