مُنَازَعَةُ العَاشِقِينَ
شعر : محمد حامد رضوان
ظَهَرَتْ عَلَيَّ كَبَدْرٍ أَضَاءَ سَمَائِي فَقَدْ ... زَالَ كُلُّ الظَّـلاَمِ وَ أَشْرَقَتْ شَمْسِي
قَدْ جَاءَتْ الآنَ مِنْ بَعْدِ غَيْبَةٍ ... بَعْدَمَا غَلَبَتْ عَلَيَّ مَرَارَةٌ مِنْ يَـأْسِي
أَطَلَّتْ وَ قَالَتْ"أَنَا أَتَيْتُ كَيْ أَرَاكَ" ... قُلْتِهَا وَ كَأَنَّكِ كُنْتِ لَهَـا تَخْتَلِسِي
هَل عَلِمْتِي أَنَّ قَلْبِيَ رَهِينُ الأَسْرِ ... وَ بِقَوْلَكِ هَذَا أَزَلْتِ عَنِّي حَبْسِي
الآنَ فقط أَصْبَحْتُ حُرَّا طَلِيقًا ... و زَالَ عَنِّي كُلَّ السِّجْنِ بِالْحَرَسِ
ونَظَرَ رفيق الْجِوَارِ وَقَالَ "مَنْ هَذِهِ ... التي تأتيك ولا تخشى من العَسَسِ ؟؟
"هَيَّا اتْرُكْهَا الآنَ مَعْشُوقَةً لِي فَقَطْ ... فَذَاتِ الدَّلاَلِ قَدْ تَاقَتْ لَهَا نَفْسِي"
"دَعْهَا لِي فَأَنَا فَتَىً وَأَنْتَ شَيْخٌ مُسِنٌ ... فَاتْرُكْهَا وَ إِلاَّ أَذَقْتُكَ الْيَوْمَ مِنْ بَأْسِي"
فَنَهَرْتُهُ وَكَادَ أَنْ يَفْتِكَ بِي أَمَامَهَـا ... وَسَقَطْتُ بَعْدَ الْقِتَالِ مَعَ ذلك الشَّرِسِ
صَرَخَتْ وَقَالَتْ "دَعْ لِي حَبِيبَ قَلْبِي"...قَالَ "لَمْ يَعُدْ بَلْ أَنَا وَ لاَبُدَّ أَنْ تَنْسِي"
"مَنْ أَنْسَبُ لَكِ الآنَ مِنَّا؟ سِوَىَ فَارِسًا ...يَخْتَالُ بِشَبَابِهِ أَمْ شَيْخًا بِشَيْبَةِ الرَّأْسِ"
" يَابَدْرَ الْبُدُورِ هَذَا قَدْ وَلَّى زَمَـانُهُ ...لاَ تَحْصُدِينَ مِنْهُ سِوَىَ حَسْرَةَ الْبُؤْسِ"
" أَنَا لَكِ جَوَادُكِ الْقَوِيُّ لاَ اتَلَمَّسُ ... الْخُطَىَ الضَّعِيفَةِ مِثْلَهُ وَأَنْتِ لِي فَرَسِي"
" كَيْفَ لَكِ أَنْ تُضِيعِي كُلَّ عُمْرَكِ ... مَعَ شيخٍ مِشْئُومٍ جَالِبٌ للنَّحْسِ"
فَنَهِضَتْ بَعَدَ مَا مَسَحَتْ دِمَاءَ جَبِينِي ... وَنَزِعَتْ خِمَارَهَا تَضْمِدُ بِهِ رَأْسِي
فَتَدَلَّتْ جَدَائِلُهَـا وَ تَفَكَّكَتْ مِنْ فَرْطِ ...نُعُومَتِهَا تَهْفُوعَلَىَ وَجْهِهَا بِالْلَّمْسِ
فَقَالَ "يَاوَيْلِي مَاذَا أَرَىَ بِشَعْرِكِ الآنَ ... أَذَاتِ شَيْبَةِ الشَّعْرِ بِخِمَـارٍ تَحْتَبِسِي"
" وَلِّي وَ اغْرُبِي عَنِّي فَيَالَكِ مِنْ عَجُوزٍ ...أَرَدْتُ لَهَا بِحَمَاقَتِي أَنْ تُزَيِّنَ عُرْسِي"
فَقُلْتُ وِاللهِ مَارَأَيْتُ أَجْمَلَ مِنْهَا ... حمدا لربي نحاك عَنَا بِفِعْلِكَ الدَّنَسِ
فَهِيَ لِي بَلْسَمُ حَيَاتِي وَ نُورُ الأَمَلِ ...وَ فِي دَيَاجِيرِ ظلاَمِي تَهْدِينِي كقَبَسِي
هِيَ تَفْتَحُ لِي أَبْوَابِ جَنَّةَ النَّعِيمِ ... وَقَلْبُهَا الرَّيَّانِ بِالْعُشْبِ وَالْمِاءِ وَ الْغَرْسِ
تَآلَفَتْ أَرْوَاحُنَا بِالْحُبِّ وَ تَلاَقَتْ مَعًا...وَ تَوَحَّدَتْ بِجَسَدَيْنَا مُؤتَنِسَةً بِأُنْسِي
إِسْمَعْ يَا مَنْ هُوَ مَغْرُورٌ بِشَبَابِهِ ... لاَبُدَّ أَنْ تَعْقِلَ وَ أَنْ تَعِي لِهَذَا الدَّرْسِ
الشَّيْبُ و الْمَوْتُ قَادِمان حَتْمًا ... وكَمَا شْرَبُتُ ستشرب مُرَّ هَذَا الْكَأَسِ
فاروق سحير :farouksam.blospot.com
ردحذفمنازعة العاشقين والله لقد أضحكتنى أخى بسعادة بكلماتك الرقيقة ربنا يريح قلبك . أرجو أن تقبل شيخا مثلى شاعرا
صديقا(على فكرةأنا خال د/ ولاء ومشرف ومتابع مدونتها ) أشكرك وإلى اللقاء.